ميلان في مواجهة هيلاس فيرونا ضمن الجولة الـ 17 بمسابقة الكالتشيو

ميلان في مواجهة هيلاس فيرونا ضمن الجولة الـ 17 بمسابقة الكالتشيو

ينتقل فريق ميلان إلى ملعب بينتجودي مساء الجمعة ليواجه هيلاس فيرونا في مباراة قد تكون نقطة تحول لكلا الفريقين في الدوري الإيطالي. الروسونيري يأمل في استعادة بريقه وإحياء فرصه في إنهاء الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى، بينما يسعى فيرونا للبناء على فوزه الأخير للابتعاد عن شبح الهبوط.

مع تضاؤل آمال ميلان في المنافسة على لقب الدوري بشكل مبكر هذا الموسم، يحتل الفريق المركز الثامن بعد تعادل سلبي مع جنوة الأسبوع الماضي. للتعمق أكثر في الأزمة، حقق الفريق ستة انتصارات فقط في أول 15 مباراة بالدوري، وهي أسوأ بداية لهم منذ أربع سنوات تحت قيادة مدربهم الحالي باولو فونسيكا. ورغم تحسن الأداء الدفاعي مؤخرًا – بما في ذلك سبع مباريات بشباك نظيفة من آخر 12 – لا يزال الفريق يفتقر إلى التوازن ويواجه صعوبات كبيرة في الهجوم.

على الصعيد الآخر، يمتلك ميلان بصيص أمل قادم من مشاركاته القارية والمحلية، حيث نجح في التألق بدوري الأبطال والكأس الإيطالية. لقاء فيرونا يحمل ذكريات إيجابية للروسونيري، حيث انتصر عليهم سبع مرات متتالية في الدوري. لكن مع الأوضاع الراهنة، فإن ثلاث نقاط قد لا تكون كافية لتثبيت أقدامهم بين الكبار.

بالانتقال إلى هيلاس فيرونا، الفريق يستمتع بنشوة تحقيق فوز مثير 3-2 على بارما، مما أنهى سلسلة من أربع خسائر متتالية وأبعدهم مؤقتًا عن منطقة الخطر. رغم هذا الانتصار، لا تزال المشاكل الدفاعية تلاحق الفريق، خاصة أنهم تلقوا أهدافًا في 13 مباراة متتالية. أضف إلى ذلك أنهم عانوا ليس فقط من التأخر بالدقائق ولكن من غياب القتالية المطلوبة للعودة مرة أخرى في العديد من المباريات.

معركة يوم الجمعة تمثل تحديًا جديدًا لباولو زانيتي وفريقه الذين يأملون باستلهام روح التاريخ المعروف بـ”فيرونا القاتلة”، وهو لقب ارتبط بإفشال آمال ميلان بالفوز بالدوري في مناسبات سابقة. ورغم الإصابات الكثيرة التي طالت بعض اللاعبين الأساسيين، مثل خوان كروز ومارتن فريسي بالإضافة إلى خسارة عبدو هاروي بسبب إصابة خطيرة في الرباط الصليبي، يبقى الفريق متحمسًا لتحقيق مفاجأة جديدة. يعتمد هيلاس على تشكيلته الاعتيادية (3-4-2-1) مع التركيز على تنظيم الخطوط الخلفية واستغلال السرعات والهجمات المرتدة عبر دانييل موسكيرا وكاسبر تينجستيدت.

أما ميلان، فهو يواجه أزمة إصابات متفاقمة بغياب أسماء مثل كريستيان بوليسيتش ويونس موسى وروبن لوفتوس تشيك وإسماعيل بن ناصر، إضافة إلى النجم ثيو هيرنانديز الذي ربما يفقد مكانه للمباراة الثانية على التوالي لصالح الشاب أليكس خيمينيز. وبينما يحمل رافائيل لياو عبء قيادة خط الهجوم، يعتمد المدرب فونسيكا على خطة 4-2-3-1 التي يتصدرها تامي أبراهام، مع دعم ثلاثي هجومي مكون من صامويل تشوكويزي وألفارو موراتا ولياو.

في النهاية، لن تكون المباراة مجرد صراع على ثلاث نقاط بين فريق يسعى للصعود وآخر يكافح للبقاء؛ بل هي مواجهة تكتيكات وتحدٍ لإثبات الذات لكل مدرب ولاعب على أرض الملعب. هل يضيف ميلان انتصارًا جديدًا لتاريخه المشرق ضد هيلاس فيرونا، أم أن الفريق المضيف سيستعيد سمعته كمعيق لطموحات الكبار؟ كل الإجابات تتحدد مساء الجمعة.

الإحصائيات بين الفريقين تسلط الضوء على تفوق واضح لفريق ميلان في مواجهاته الأخيرة مع هيلاس فيرونا في الدوري الإيطالي. فقد استطاع الروسونيري تحقيق الانتصار في آخر سبع مباريات جمعتهما في البطولة. وإذا نظرنا إلى رقمه القياسي الخاص بسلاسل الانتصارات الأطول ضد فرق الدوري، نجد أنهم تمكنوا فقط من تسجيل سلسلة أطول أمام فريق سيينا، حيث فازوا عليه في تسع مباريات متتالية، آخرها كان في مايو عام 2013.

على ملعبهم، يعاني هيلاس فيرونا كثيرًا أمام ميلان، حيث خسروا آخر خمس مباريات متتالية في الدوري عندما استضافوا الروسونيري. هذا الرقم يعادل إجمالي الهزائم التي تعرض لها الفريق خلال المواجهات الـ11 السابقة ضد ميلان على أرضهم، والتي شهدت تحقيقهم خمسة انتصارات وتعادلين فقط. الجدير بالذكر أن هيلاس فيرونا لم يسبق له الخسارة في سلسلة طويلة مماثلة أمام نفس الخصم على أرضه في تاريخ مشاركاته بالدوري الإيطالي.

ورغم هذه الأرقام السلبية، تمكن هيلاس فيرونا مؤخرًا من كسر سلسلة الهزائم المتتابعة في الدوري الإيطالي بتحقيقه فوزًا مستحقًا في الجولة الأخيرة. ومع ذلك، لم يتمكن الفريق من تسجيل انتصارين متتاليين في المسابقة منذ مارس الماضي، عندما تغلب على ساسولو وليتشي في مواجهتين متتاليتين.

من الناحية الدفاعية، يعاني هيلاس فيرونا من مشاكل واضحة، حيث استقبلت شباكه هدفًا واحدًا على الأقل في آخر 13 مباراة لعبها بالدوري الإيطالي. هذه السلسلة تُعد الأطول حاليًا بين جميع فرق البطولة فيما يتعلق بالفشل في الحفاظ على شباك نظيفة. تاريخيًا، تمكنت بعض الفرق فقط – مثل كاتانيا وساليرنيتانا بـ15 مباراة لكل منهما، وبادوفا بـ18 مباراة، وليفورنو بـ27 مباراة – من تسجيل سلاسل أطول دون شباك نظيفة.

على الجانب الآخر، بدأ ميلان الموسم بضعف دفاعي ملحوظ، حيث استقبلت شباكه هدفين في كل واحدة من مبارياته الثلاث الأولى بالدوري. لكنه سرعان ما أظهر تحسنًا كبيرًا على المستوى الدفاعي، إذ حافظ على نظافة شباكه في سبع من مبارياته الـ12 التالية. هذا الأداء الدفاعي المميز جعل ميلان ثاني أفضل فريق في الدوري خلال تلك الفترة من حيث الحفاظ على الشباك النظيفة، بعد نابولي الذي تصدر القائمة بثماني مباريات دون أن تهتز شباكه.

على الرغم من اقتصار حصيلة أهداف رافائيل لياو في الدوري الإيطالي هذا الموسم على ثلاثة فقط، وجميعها تحققت في مباريات خارج الديار، يبقى اللاعب أحد أخطر عناصر الهجوم بفضل قدرته الاستثنائية على خلق الفرص واستغلالها بفاعلية. إنه يمثل تهديدًا مستمرًا لكل دفاع يواجهه بفعل إمكانياته المميزة.

تُعَدّ نقطة القوة الأبرز لدى لياو هي سرعته المذهلة التي لا تُضاهى، بالإضافة إلى مهاراته الرائعة في المراوغة وابتكاره المستمر داخل الملعب، مما يجعله غالبًا نقطة الارتكاز الأساسية في أي خطة هجومية لفريقه. قدرته على تجاوز المدافعين في مواجهات فردية تعد عاملًا حاسمًا، بجانب إتقانه لإرسال الكرات العرضية الدقيقة وإطلاق التسديدات الخطيرة. مثل هذه المهارات قد تكون المفتاح لاختراق دفاع هيلاس فيرونا الذي يعاني بشدة هذا الموسم، بعدما فشل في الحفاظ على نظافة شباكه خلال آخر 13 مباراة له في الدوري.

بعد الأداء اللافت الذي قدمه لياو في المباراة الماضية مع ميلان، يبدو من المتوقع أن يدخل هذه المواجهة بحماس أكبر ورغبة قوية في تعزيز سجله التهديفي. وفي ظل تصاعد رغبة الروسونيري في تحقيق الانتصارات لتأمين مكان ضمن المراكز الأربعة الأولى، سيكون لياو أمام فرصة كبيرة للتألق وإثبات قيمته كعامل فارق داخل الفريق.

على الطرف الآخر، سيكون الخط الدفاعي لميلان، بقيادة الحارس المميز مايك ماينان والثنائي المحوري في قلب الدفاع، بمثابة خط الدفاع الأول أمام محاولات فريق فيرونا الذي يبدو مستميتًا لإنقاذ موسمه وجمع النقاط بأي وسيلة. ومع ذلك، فإن استراتيجية فيرونا التي تعتمد على تسجيل الأهداف المبكرة – كما حدث في لقاء بارما الأخير – قد تثير بعض المتاعب لميلان، خاصة أن الفريق يعاني أحيانًا من تراجع التركيز في اللحظات الحاسمة هذا الموسم.

ورغم أن فوز فيرونا الأخير منحهم دفعة معنوية ليواصلوا القتال، إلا أن الفارق الكبير في جودة التشكيل والخبرة بين الفريقين يصب في صالح ميلان. الحاجة المُلِحّة للفوز لدى الروسونيري تجعلهم الأوفر حظًا لتجاوز هذه العقبة والحفاظ على آمالهم قوية للوصول إلى المراكز الأوروبية. التوقعات تشير إلى تفوق فريق ميلان ومدربه باولو فونسيكا في النهاية بنتيجة 2-1 وفقًا لتحليلات موقع يلا شوت، مع تقديم أداء يعكس تألقهم المستمر.

مقالات ذات صلة