تاريخياً.. الفترة الوحيدة التي سيطر فيها ريال مدريد على كأس ملك إسبانيا

تاريخياً.. الفترة الوحيدة التي سيطر فيها ريال مدريد على كأس ملك إسبانيا

ريال مدريد، النادي الذي يحمل الرقم القياسي في عدد ألقاب دوري أبطال أوروبا بواقع 15 مرة و36 لقبًا في الدوري الإسباني، يتمتع بعلاقة معقدة تتأرجح بين الحب والكراهية مع كأس ملك إسبانيا. هذه البطولة، رغم مكانتها كأول مسابقة محلية كبرى في إسبانيا، تعد الوحيدة التي لا يتصدر فيها ريال مدريد قائمة الأكثر تتويجًا.

الهيمنة الوحيدة لريال مدريد على كأس الملك تعود إلى فترة مبكرة عندما كان النادي والمسابقة يُعرفان بأسماء مختلفة. تأسست البطولة عام 1902 بمبادرة مشتركة من قادة أتليتيك بيلباو وريال مدريد، للاحتفال بتتويج الملك ألفونسو الثالث عشر. آنذاك، كانت تُعرف باسم كأس التتويج، قبل أن تأخذ لاحقًا اسم كأس ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر. خلال هذه الفترة، كان النادي يُعرف بنادي مدريد لكرة القدم، قبل أن يحظى برعاية ملكية تُغيّر اسمه إلى ريال مدريد.

بين عامي 1905 و1908، حقق ريال مدريد إنجازًا تاريخيًا بالفوز بالكأس أربع مرات متتالية، وهو إنجاز لم يُكرر حتى اليوم. منذ ذلك الحين، لم ينجح النادي سوى في الدفاع عن لقبه مرتين إضافيتين فقط، وذلك خلال أربعينيات وسبعينيات القرن العشرين.

في عام 1905، تُوج النادي بلقبه الأول بفوزه الصعب على أتليتيك بيلباو بنتيجة 1-0، بهدف حاسم من المهاجم مانويل براست. ثم واصل هيمنته في 1906 بفوز كبير 4-1 على نفس الفريق، مع دور بارز مرة أخرى لبراست. وفي 1907، جاء اللقب الثالث بفوز صعب 1-0 على فريق يمثل مقاطعة بيزكايا. أما في 1908، حسم ريال مدريد فوزه الرابع تواليًا بانتصار 2-1 على ريال فيجو سبورتينغ.

مانويل براست، لاعب الوسط الإسباني الذي سطع نجمه في تلك الفترة، كان محور نجاحات ريال مدريد في هذه السلسلة الذهبية. فقد ساهم بتسجيله في أول ثلاث نهائيات وقاد الفريق لتحقيق ثلاثية تاريخية في البطولة. في المجمل، خاض براست 29 مباراة مع ريال مدريد وترك بصمة لا تُنسى.

تلك الفترة المبكرة شهدت كرة القدم الإسبانية وهي لا تزال تخطو خطواتها الأولى نحو الاحترافية. افتقرت اللعبة إلى الهياكل الإدارية الرسمية واعتمدت الأندية بشكل أساسي على العمل الجماعي في التدريب ووضع التكتيكات. كان لريال مدريد أسماء بارزة مثل كارلوس بادروس، الذي تولى رئاسة النادي وأسهم في توجيه مسيرته العامة، بينما ساهم اللاعبون المخضرمون في وضع خطط المباريات.

ورغم تحقيق بعض اللحظات البارزة في العقود اللاحقة، مثل الفوز على برشلونة في 2011 تحت قيادة جوزيه مورينيو، والتتويج بالكأس عام 2014 بقيادة كارلو أنشيلوتي، والانتصار على أوساسونا في النهائي عام 2023، إلا أن نجاحات ريال مدريد في كأس الملك ظلت غالبًا أحداثًا معزولة لم تؤسس لهيمنة مستدامة على البطولة.

مقالات ذات صلة