من المحبط أن نقول ذلك، لكن يبدو أن حقبة أنسو فاتي مع برشلونة قد اقتربت من نهايتها. هانسي فليك قرر استبعاده من التشكيلة للمباراة الثالثة على التوالي، مما أرسل إشارة واضحة للمهاجم الإسباني حول وضعه في الفريق.
كان الجميع ينتظرون أن يصبح أنسو فاتي رمزًا لبرشلونة، مثلما أصبح لامين يامال حاليًا. المهاجم الشاب الذي أذهل الجميع في سن السادسة عشرة جعله يبدو وكأنه يمتلك مستقبلاً باهرًا داخل أسوار الكامب نو.
لكن الأحداث لم تسر كما كان متوقعًا. يتمنى مشجعو برشلونة لو أن الزمن يعود ليُنصح رونالد كومان بعدم الدفع بفاتي ضد ريال بيتيس في تلك المباراة المشؤومة. من المفارقات أن غيابه الآن عن تشكيلة مواجهة نفس الخصم قد يمثل اللحظة التي تُكتب فيها الصفحة الأخيرة لمسيرته مع النادي.
يبقى من السهل نسيان أن أنسو فاتي لا يزال فقط في الثانية والعشرين من عمره. ومع ذلك، استبعاده المتكرر مؤخرًا، بما في ذلك مباراة في كأس الملك، يُبرز الواقع الصعب بشأن دوره مع الفريق، كما أوضحت صحيفة موندو ديبورتيفو.
هانسي فليك تحدث بصراحة مؤخرًا عن ما يحتاجه فاتي لاستعادة مستواه وثقته، ولكن قد تكون هذه طريقته للإشارة إلى أن اللاعب لم يعد ضمن مخططاته المستقبلية. في ظل هذه الظروف، ومع مستقبل مهني كان من المفترض أن يصل لأعلى القمم، بات على فاتي أن يفكر جديًا في الرحيل عن برشلونة، سواء بالإعارة أو بانتقال دائم، ليضمن الحصول على دقائق لعب والاستمرارية التي افتقدها.
المشكلة الكبيرة التي تواجهه ليست مجرد فنية، بل جسدية أيضًا. الإصابات المتكررة أدت إلى تراجع مستواه واستمرار معاناته. جسده لم يعد يدعمه كما كان، والمدربون عادة لا يراهنون كثيرًا على لاعبين معرضين للإصابة بشكل متكرر مثل حالته.
يبقى السؤال: هل يمكن لأنسو فاتي استعادة مساره وإنقاذ مسيرته التي انطلقت بوعود كبيرة؟ الإجابة غير واضحة حاليًا. ولكن إذا طُلب منا التخمين، فقد تكون هذه بالفعل النهاية. كل ما يمكن فعله هو الانتظار ومراقبة كيف ستُسطر المسارات القادمة لمستقبل هذا اللاعب الواعد.