كرة القدم تجمع بين الأسلوب والتنوع، وربما لا يوجد فريق يجسد هذه الروح بشكل أفضل من نادي برشلونة. لطالما اشتهر العملاق الكتالوني بلعبه الجميل والمتقن، مستعرضًا هوية كروية فريدة قائمة على التمريرات الدقيقة والسيطرة على الكرة. ومع ذلك، كحال أي فريق يرغب في استمرارية النجاح، كان على برشلونة أن يتعلم التكيف مع متغيرات العصر.
منذ وصول المدرب هانسي فليك، ظهر برشلونة بنسخة أكثر حدة وشراسة. بدلاً من الاعتماد الكامل على الاستحواذ واللعب التمركزي، بات الفريق يميل إلى الضغط العالي ولا يظهر خوفاً أو احتراماً مفرطاً تجاه خصومه.
برشلونة تحت قيادة فليك بات يتسم بالسيطرة المطلقة، حيث يضع لاعبي الخصم تحت ضغط مكثف يجعلهم في حالة ارتباك مستمرة. هذا الأسلوب بدا جليًا في المباراة الأخيرة أمام ريال بيتيس، حيث أظهر الفريق كفاءته حتى في غياب مهاجمه الأساسي.
كما أشارت صحيفة موندو ديبورتيفو، قام فليك بتغيير تكتيكي مهم في تلك المباراة ضمن كأس ملك إسبانيا، حيث بدأ داني أولمو كمهاجم وهمي بديلًا لروبرت ليفاندوفسكي. النتيجة كانت إيجابية بشكل كبير، إذ انتهت المباراة بفوز برشلونة الساحق بنتيجة 5-1.
الفريق قدم أداءً مبهرًا منذ البداية وحتى النهاية، حيث تنوعت مصادر الأهداف بين المهاجمين ولاعبي الوسط وحتى المدافعين. لعب داني أولمو دورًا رئيسيًا في الخط الأمامي بفضل قدرته على التسلل خلف خطوط الدفاع وتمرير الكرات الحاسمة، وهو ما أربك خصومه وأفقدهم التنظيم الدفاعي.
بالنسبة لأولمو، شغل مركز المهاجم الوهمي ليس بجديد عليه. فقد قام بهذا الدور مع منتخب إسبانيا عدة مرات وقدم مستويات استثنائية. لذلك، كان لدى فليك ثقة تامة في إمكانياته، ما دفعه للاعتماد عليه في مباراة إقصائية بهذا الحجم.
بالرغم من ذلك، تؤكد التقارير أن الخيار الأول يبقى لصالح ليفاندوفسكي لقيادة الهجوم. فعلى الرغم من بلوغه 36 عامًا، يظل المهاجم البولندي تهديدًا كبيرًا للخصوم أمام المرمى، ومن المتوقع أن يعتمد عليه فليك خلال الأدوار المتقدمة من الموسم. إلا أن وجود أولمو كخيار بديل يعزز من قوة الفريق ويمنح المدرب مرونة تكتيكية إضافية.
في بعض لحظات الإرهاق أو الظروف الطارئة، قد يحتاج ليفاندوفسكي إلى فترات راحة مؤقتة. هنا يأتي دور أولمو كحل بديل فعال، سواء في المباريات الشاقة أو تلك التي يجد فيها البولندي صعوبة في فرض نفسه. كما أن الإسباني قد يكون ورقة تكتيكية رابحة إذا استدعت الحاجة لتغيير زخم المباراة.
أضف إلى ذلك تجاوز أولمو لمشكلاته الأخيرة واستعادته للياقته البدنية بالكامل، ما يجعله إضافة قيّمة للفريق. الآن وقد عاد الشاب البالغ من العمر 26 عامًا إلى جاهزية كاملة، فإن المدرب هانسي فليك يدرك أهمية وجوده ضمن خياراته الهجومية لاستكمال مشوار الموسم بنجاح.