حقق مانشستر سيتي فوزًا كاسحًا بنتيجة 6-0 على إيبسويتش تاون بعد ظهر الأحد، ليسجل بذلك النادي المرة الثالثة عشرة التي يحرز فيها ستة أهداف أو أكثر في مباراة واحدة تحت قيادة المدرب بيب جوارديولا. بهذا الإنجاز، أصبح الفريق على بعد مرة واحدة فقط لتجاوز الرقم الذي حققه السير أليكس فيرجسون مع مانشستر يونايتد.
يواصل فريق جوارديولا الحفاظ على مستواه القوي، إذ مدّد سجله الخالي من الهزائم إلى ست مباريات، حقق فيها أربع انتصارات وتعادل مرتين. يحتل مانشستر سيتي حاليًا المركز الرابع في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 38 نقطة بعد مرور 22 جولة، وبينما تبدو فرص المنافسة على اللقب ضعيفة هذا الموسم، تمكن الفريق من وضع نفسه في موقف مميز للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا.
هذا الانتصار المهيمن يعادل أيضًا عدد مرات تسجيل ستة أهداف أو أكثر التي حققها آرسين فينجر مع آرسنال تحت قيادته. ولكن تجدر الإشارة إلى أن جوارديولا أدار حتى الآن 326 مباراة في الدوري مع مانشستر سيتي، مقارنة بـ828 مباراة لفينجر مع آرسنال و810 مناسبة لفيرجسون مع يونايتد.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيتمكن جوارديولا من تجاوز إرث فيرجسون مع مانشستر يونايتد؟ نجاحات جوارديولا في إنجلترا، رغم استثنائيتها، لا تحظى دائمًا بالتقدير الذي تستحقه. يُعزى ذلك جزئيًا إلى الربط المتكرر بين نجاحات مانشستر سيتي وثرواته المالية الكبيرة. كما ساهمت اتهامات النادي بانتهاك قواعد الإنفاق في تعزيز هذه الانتقادات، رغم أن تلك الإشكاليات لم تُحسم بعد.
ومع ذلك، يصعب تجاهل الأرقام والإنجازات التي حققها جوارديولا. فقد نجح في الفوز بستة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ضعف ما حققه فينجر مع آرسنال، وبفارق سبعة ألقاب عن الرقم القياسي التاريخي لفيرجسون البالغ 13 لقبًا. ومع الأخذ في الاعتبار أن فيرجسون احتاج إلى 21 موسمًا لتحقيق ذلك الإجمالي، فإن فوز جوارديولا بستة ألقاب في ثمانية مواسم يبرز تفوقًا ملحوظًا.
بالإضافة إلى ذلك، يحمل جوارديولا الرقم القياسي لأعلى مجموع نقاط في موسم واحد بـ100 نقطة خلال موسم 2017-2018، كما قاد فريقه للفوز بلقب الدوري في المواسم الأربعة الماضية. رغم تعرضه لانتقادات بسبب سجله السابق في دوري أبطال أوروبا مع مانشستر سيتي مقارنة بإنجازات فيرجسون التي شملت لقبين أوروبيين، إلا أن جوارديولا نجح أخيرًا في تحقيق أول لقب أوروبي للنادي خلال موسم 2022-2023 كجزء من الثلاثية التاريخية.
لا شك أن مقارنة فيرجسون وجوارديولا ليست بسيطة، حيث عمل كلاهما ضمن سياقات تاريخية وظروف مختلفة تمامًا. ومع ذلك، تجاهل جوارديولا كواحد من أفضل المدربين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز سيكون تقليلًا كبيرًا من شأنه.