يلا شوت – شهدت مواجهة ريال مدريد ومانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا أجواءً مشوقة، حيث اضطر كارلو أنشيلوتي، مدرب الميرينغي، إلى اتخاذ قرارات استثنائية نتيجة الأزمات التي لحقت بخط دفاعه الأساسي. التحضيرات للمباراة المقبلة حملت معها مفاجآت لم تكن في الحسبان، إذ لجأ أنشيلوتي إلى ثنائي غير تقليدي لحماية خط الدفاع.
في ديربي مدريد الأخير، ومع تزايد الإصابات، أصبح المدرب الإيطالي أمام اختبار صعب دفعه إلى الاعتماد على أوريلين تشواميني كلاعب قلب دفاع بديل، في حين حصل راؤول أسينسيو – أحد خريجي أكاديمية الشباب – على فرصة نادرة لإثبات جدارته مع الفريق الأول. ومع اقتراب مواجهة مانشستر سيتي، سيتحمل هذا الثنائي غير المعتاد تحديًا من العيار الثقيل عندما يواجهان المهاجم النرويجي العملاق إيرلينج هالاند.
حسابات معقدة أمام هالاند
هالاند، الذي يعتبر أحد أخطر مهاجمي العالم، يعاني من عثرة لافتة في مشواره أمام ريال مدريد، حيث فشل في التسجيل في شباكهم خلال أربع محاولات سابقة. هذا الجفاف التهديفي يعتبر نقطة ضعف نادرة في مسيرة اللاعب، خاصة أن خمسة عشر فريقًا واجهوه مرتين أو أكثر في دوري الأبطال، ولم يسطع سوى ثلاثة – من بينهم ريال مدريد – في فرض صمت تام على تسديداته.
لكن الواقع تغير الآن بالنسبة للملكي. فأنشيلوتي سيعتمد على دفاع ربما لم يكن ليخطر في بال أحد من قبل، بعد إصابة لاعبيه الأساسيين مثل داني كارفاخال، ولوكاس فاسكيز، وأنتونيو روديجر، وإيدير ميليتاو، وديفيد ألابا. ومع هذه الغيابات المؤثرة، سيواجه أسينسيو وتشواميني قدرًا كبيرًا من الضغوط للحد من خطورة هجمات السيتي.
دفاع غير تقليدي بفعالية مفاجئة
رغم صعوبة المهمة وإمكانات الخصم الهائلة، نجح الثنائي في تقديم أداء يُحسب لهما في الديربي الماضي. تشواميني أثبت جدية تكيّفه مع دوره الجديد رغم اختلاف السياق تمامًا عن مركزه الطبيعي كلاعب وسط. أما أسينسيو، فقد تألق بسرعته وقراءته الذكية للهجمات، حيث نفذ ثماني استرجاعات للكرة وأتم اعتراضًا ناجحًا دون ارتكاب أخطاء تذكر. دقة تمريراته بلغت نسبة مذهلة وصلت إلى 93.62%، ما يبرز هدوءه وثقته حتى تحت الضغط.
بدوره، أظهر تشواميني إمكانياته عبر قطع الكرة وتحويلها إلى فرص لبناء اللعب، بينما قدّم توازنًا كبيرًا بين الدفاع والهجوم بما يخدم سيناريوهات الفريق على أرض الملعب.
رهان أنشيلوتي القادم
استراتيجية أنشيلوتي حاليًا تبدو مبنية على التواصل المثالي بين اللاعبين وتقسيم المسؤوليات بفعالية. من المتوقع أن يستغل أسينسيو سرعته ومهاراته لمقاطعة هجمات السيتي قبل أن تُشكّل خطرًا مباشرًا. بينما سيحصل تشواميني على دور رئيسي آخر: مراقبة تحركات هالاند الهوائية وإحداث تقدم تكتيكي يُمكّن الفريق من بناء الهجمات انطلاقًا من الخط الخلفي.
وسط كل هذه التحديات والتوقعات، يبقى السؤال الأكبر: هل ستتمكن هذه التركيبة الدفاعية غير التقليدية من الصمود أمام ماكينة هالاند الهجومية وتسجيل اسمها في تاريخ المواجهات الكبرى؟ الأيام وحدها ستكشف الإجابة.