يبدو أن بيب جوارديولا، المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، يعيش فترة مليئة بالتحديات مع فريقه الذي يعاني من تراجع حاد في الأداء. الفوز الوحيد الذي حققه السيتيزينز في آخر عشر مباريات، إلى جانب الهزيمة الأخيرة بثنائية نظيفة أمام يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا، وضع الفريق تحت ضغوط كبيرة.
وبينما يستعد الفريق لمواجهة نارية ضد مانشستر يونايتد في الديربي المُنتظر يوم الأحد، يبدو أن الأمور لا تسير في صالح السيتي. الغيابات المؤثرة في خط الدفاع تُشكل صداعًا كبيرًا لجوارديولا، مع غياب عناصر مثل مانويل أكانجي وجون ستونز وناثان آكي، بالإضافة إلى إيقاف ريكو لويس. بذلك، تضيق الخيارات الدفاعية للفريق لتقتصر على كايل ووكر وروبن دياس وجوسكو جفارديول.
رغم تلك الصعوبات، بجعبت جوارديولا دائمًا حلول جريئة تثير الجدل، ولا يبدو هذه المرة مختلفة. في مؤتمره الصحفي قبل مواجهة الديربي، ألمح بيب إلى تعديلات تكتيكية مثيرة للاهتمام قد تشمل إشراك لاعب الوسط ماتيوس نونيس كمدافع! كما أشار إلى احتمال اللعب بخمسة مدافعين، وهي خطة نادرًا ما يستخدمها الفريق الذي يُعرف بأسلوبه الهجومي.
التعليقات من جماهير مانشستر سيتي على هذه الأفكار لم تمر مرور الكرام؛ تراوحت ردود أفعالهم بين الحماس والقلق. أحد المشجعين وصف الفكرة بالجنون المطلق، بينما اعتبر آخر أن الوضع الحالي “يائس”، وأبدى ثالثدهشته من هذا الاقتراح قائلًا إنه توقع بالفعل مثل هذا التحرك “الغريب”.
ورغم الانتقادات، فإن جوارديولا ليس غريبًا عن القرارات الجريئة؛ فقد حوّل في السابق لاعبين أمثال فابيان ديلف وفيرناندينيو وأولكسندر زينتشينكو من مراكزهم الأصلية إلى المدافعين بنجاح ملحوظ. ربما يكون نونيس هو التالي في قائمة تجارب جوارديولا التكتيكية.
مع ازدياد ضغط الغيابات والإصابات داخل الفريق، يبدو أن مانشستر سيتي قد يضطر إلى دخول سوق الانتقالات الشتوية في يناير لتعزيز تشكيلته، خصوصًا في خط الوسط والهجوم. ورغم ذلك، لم يؤكد جوارديولا النوايا بخصوص الإنفاق على تعاقدات جديدة، موضحًا أنه يفضل عودة لاعبيه المصابين إلى أفضل مستوياتهم.
أكد المدرب الإسباني بقوله: “ما أريده هو استرجاع اللاعبين الموجودين لدينا الآن بكامل عافيتهم. الأموال ليست الحل دائمًا… حتى مع عائداتنا الكبيرة، هذا لا يعني أن لدينا الحرية الكاملة للشراء كيفما نشاء.”
الساعات القليلة القادمة ستكشف ما إذا كانت أفكار جوارديولا الجريئة ستؤتي ثمارها في مواجهة الديربي أو ستزيد من تعقيد الوضع أكثر. بالنسبة لمحبي كرة القدم، يبقى المثير في هذه القصة هو ترقب الخطوة التالية لهذا المدرب صاحب النهج المختلف دائمًا.