شهدت مباراة ملحمية جمعت بين الاتحاد والهلال في الدوري السعودي للمحترفين جدلًا واسعًا أثاره أداء الحكم الألماني الدولي دانيال سيبيرت. أظهرت هذه المواجهة حدة التنافس على أرض الملعب لكنها في الوقت ذاته أثارت موجة من النقاشات الحادة حول قرارات الحكم ومدى تأثيرها على مسار المباراة.
الخبير التحكيمي فهد المرداسي قدّم رؤيته لأداء سيبيرت، مؤكدًا أن أغلب قراراته كانت سليمة باستثناء حالة واحدة أثارت تساؤلات كان يستدعي فيها الحزم بشكل أكبر.
أحد أبرز القرارات جاء في الدقيقة الـ20 عندما رفض الحكم احتساب ركلة جزاء لصالح الاتحاد بعد احتكاك ملحوظ بين مدافع الهلال رينان لودي ومهاجم الاتحاد موسى ديابي. المرداسي برر القرار باعتبار التداخل طبيعيًا ولا ينطوي على ارتكاز يبرر العقوبة.
وفي الدقيقة 48، أثنى المرداسي على قرار الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء للهلال إثر سقوط ماركوس ليوناردو بعد تدخل من المدافع دانيلو بيريرا، موضحًا أن الحالة لم ترتق لتكون خطأ مستوجبًا للعقوبة.
الجدل لم يقتصر على الجزائيات؛ ففي الدقيقة 70، ألغى الحكم هدفين متتاليين للهلال والاتحاد بسبب وقوع اللاعبين في أوضاع تسلل واضحة، وهو قرار أثبت صحته الخبير التحكيمي. كذلك، أثنى المرداسي على احتساب الهدف الرابع للاتحاد في الدقيقة 86، حيث رأى أن التداخل بين حسام عوار ومالكوم لم يتضمن مخالفة تستوجب الإلغاء.
واحدة من اللقطات الأكثر إثارة للجدل حدثت في الدقيقة 58 عندما اصطدمت الكرة بذراع مدافع الهلال علي البليهي عقب تسديدة قوية من حسام عوار. ورغم الاعتراضات، أوضح المرداسي صحة قرار الحكم بعدم احتساب ركلة جزاء، مستندًا إلى عدم وجود تعمد في لمس الكرة.
مع ذلك، وجه المرداسي انتقادًا واضحًا للحكم في الدقيقة 90+2، حين اكتفى بإشهار بطاقة صفراء بحق لاعب الهلال عبدالله الحمدان إثر تدخله العنيف على دانيلو بيريرا. بحسب الخبير، كان هذا التدخل يستوجب الطرد المباشر نظرًا لاستخدام اللاعب قوة مفرطة.
أعادت هذه المواجهة تصدر الجدل حول التحكيم في مباريات الدوري السعودي، خاصةً في اللقاءات الكبرى التي يصعب فيها تجاوز الهفوات التحكيمية دون أن تكون هناك تداعيات على النتائج. ورغم الإشادة ببعض القرارات الدقيقة، عادت التساؤلات لتطرح حول أهمية تقنيات مساعدات التحكيم مثل تقنية الفيديو “VAR” في الحسم وضمان العدالة التامة في مثل هذه اللحظات المفصلية.
ما بين الانتقادات والإشادات بأداء سيبيرت، تظل قضية التحكيم عنصرًا حاسمًا يؤثر على مجريات الدوري بأكمله، مما يضع فرق البطولة تحت تحدٍّ أكبر لضمان تحقيق نتائج مرضية رغم كل الظروف المحيطة بالمباريات.